في مطار الدوحة
في البداية أحب أن أعتذر لكل القراء لأني ليس لدي
إلا صورة واحدة لسبب سوف أذكره في معرض حديثي عن المطار .
وصلنا في الحلقة الماضية إلى دخول المطار في تمام الساعة الثانية عشر ليلاً
أمامي الأن ساعتين ونصف لكي أكون في الطائرة ماذا أفعل ؟
كان بصحبتي من بداية رحلتي كمبيوتري المحمول قلت جيد هذا سوف يسليني قليلاً أستطيع
أن أستغل الوقت في إنهاء بعض أعمالي وتصفح النت والإطلاع على الإيميل ولكن الذي
حدث أني عندما دخلت للمطار وأنتهيت من الجمارك وأنا متوجه إلى صالة الإنتظار
استوقفني في طريقي للصالة السوق الذي بداخل المطار كثيراً ليس لشكله ولا
لترتيبه ولا مقتنياته ولكن للتفكير لماذا نحن الذين نعتبر من أغنى الدول العالم
ومن ضمن دول مجموعة قمة العشرين وليس لدينا ولا نصف هذا السوق والذي لدينا هي مجموعة من الكشكات
وكأننا في قبة رشيد ( سوق قديم في مدينة بريدة ) ولكن عزائي أني سمعت خبر بأن شركة أوربية سوف تطور وتشغل
ثلاث مطارات وهي الكبيرة في السعودية بقيمة تتجاوز ثلاث مليارات إن لم تخني الذاكرة .
نرجع لموضوعنا الأصلي , كان السوق رائع متنوع مابين العطورات و المكياج
وأدوات تجميل النساء كاملة وفوق ذلك المشروبات الروحية ( كما يسمونها ) وأدوات تقنية
من كميرات و كمبيوترات وجولات و .....
خرجت من السوق متوجه إلى صالة الإنتظار , المطار كبير الحجم وبوابة طائرتي المتجهة إلى لندن رقمها 23
, بحثت عن مكان أجلس فيه يكون بقرب من ( فيش كهرباء ) لكي أشحن المحمول والجوال لأن المحمول
شحنه قليل و الجوال منهي الشحن ويجب أن أشحنه لأني على موعد مع سائق يوصلني إلى مدينة كامبيردج
من مطار هيثرو في لندن , للأسف لم أجد كرسي بقرب أحد الأفياش , جلست فتحت المحمول
بحثت بدأت أتفقد أغراضي في حقيبة المحمول أبحث عن شاحن الجوال في وسط الحقيبة وفي الجوانبها
لم أجد شيء , فكرة قليلاً تذكرت أن الشاحن في الحقائب الكبيرة مع الثياب وأنا شاحنها من الرياض ولا أستلمها
إلا في مطار هيثرو في لندن , ما العمل ماذا أفعل ؟
قلت في نفسي ( مالك إلا السوق ) .
كانت المقاعد التي بالقرب مني خالية وماهي إلا لحضات حتى ملأها نفر من أخواننا المغاربة , سماتهم سمات
محبي الخير جلسو بالقرب مني ومقابلي فالمقاعد كانت متقابلة حياني أقربهم مني
وواضح أنه شبه قائدهم أو كبيرهم كانوا مختلفي السن معهم من تعدى سن الرشد بالعشر و العشرين ومعهم
من لم يصلها ولكن قريب منها بدأ القريب مني بالحديث معي عن رحلتهم من المغرب إلى الدوحة وأنهم متوجهين
إلى بنقلادش إستغربت ذلك سألته ولماذا هل لعمل تبع الحكومة أو لتجارة رد علي بالنفي وأنه ذاهب ( للخروج )
, الأن عرفت من هو ولماذا هو ذاهب لبنقلادش , بدأ يتحدث معي عن أهمية الدعوة إلى سبيل الله وأنها هي سبب
تأخرنا عن التقدم وأسباب إنهزامية الأمة الإسلامية وبعدها سألني هل سبق وأن ذهبت من قبل للخروج ؟
أجبته بالنفي , ومن ثم بادرته بالسؤال ولماذا أخرج ؟
رد علي بقوله بأن في الخروج فوائد كثيرة منها خدمة الأخوان والتجرد لله بالعبادة
والتقوي برؤية الأخرين يعبدون الله بإخلاص والدعوة لله , سألته وهل يجب علينا أن نترك أبناؤنا وأعمالنا
لكي نخرج مع أن جميع ماذكرتها عن سبب الخروج يحصل في موطننا لا بل نكون مؤجورين أكثر
لأننا ندعوا أهلنا وأولادنا وأقاربنا فلهم حق علينا وواجب علينا أكثر من غيرهم .
رجع وقالي لي بأنه أفضل .
رأيت بأنه متعصب لرأيه فلم أحب أن أطيل الجدل معه وقال لي بأن الشيخ عبدالعزيز بن باز
كان بالبداية ينكر على من يذهب ولكن عندما أرسل الشيخ عبدالعزيز التويجري مؤسس أول مركز لتوعية الجاليات
بالسعودية وذهب وأستطلع الأمر ونقل له ما يحدث غير رأيه وبدأ يحث على للذهاب إلا هناك .
أنا أستغربت ولكن أنا في عجلة من أمري لأن موعد الصعود للطائرة أقترب وأنا أريد أن أشحن جوالي ,
بادرته بالسؤال هل لديك شاحن جوال قالي لي بأنه لايحمل جوال لأنه عندما يذهب للخروج
لا يحمل معه الجوال , أستأذنت منه للذهاب دعوت له بالتوفيق ودعاء لي وأوصاني بالدعوة
إلى الله وأن تكون هي همي , وأتمنى بأن يوفقني الله لكل خير .
ذهبت إلى السوق لكي أشتري شاحن للجوال بحث ولم أجد إلا عند محل واحد يبيع الشاحن بسعر 80 ريال
ترددت بالشراء ولكن بعد تفكري قليل وجدت أن لا حل أخر لي توكلت على الله وإشتريته
ذهبت لأبحث عن مكان أشحن به جوالي بالقرب من البوابة تعبت بالبحث فكل الأفياش مليئه , بعد ذهاب و
إياب نظرت إلى شخص يلملم أغراضه ليغادر مكانه فذهب لمكانه بسرعة فالمنافسين كثر , أخرجت
الشاحن من كرتونه أدخلته في الفيش رأيت الأبراج تبدأ بالتراقص بدأت شيئً فشيئ
مثل أبراج شحن الجوال , وماهي إلا ثلث ساعة حتى بدأت مكبرات الصوت بالندأ للمسافرين
على الرحلة رقم .... المتوجهة إلى مطار هثرو في لندن بالتوجه إلى البوابة رقم 23
طبعاً مثلي مثل غيري لملمت أغراضي و توجهت للطائرة وأخذت مكاني وأنا مرهق
لي يوم كامل وأنا لم أنم ولو لربع ساعة .
شكراً لكم للمتابعة وقريباً نستكمل المشوار .
( يوميات مبتعث سعودي )
